لقطة فوتوغرافيه لمجمع الاديان ” الحصن و فى الخلفيه الكنيسة المعلقة ” سنة 1937 م
ظلت القاهرة طوال العصر الفاطمي الأول مدينة خاصة لا يسمح بدخولها لأفراد الشعب الذين كانوا يقيمون في مصر الفسطاط، العاصمة التجارية والصناعية للبلاد، إلا بإذن خاص وبغرض خدمة أهل الحصن الفاطمي الذين كانوا من خواص الخليفة ورجال الدولة وفرق الجيش. ورغم أن القاهرة لم تنشأ في الأساس لتكون مدينة سكنية بمعنى الكلمة، فقد أخذت مناطق سكنية في الانتشار خارج أسوارها بشكل غير محسوس وبطريقة غير مستقرة، مما جعلها تنهار سريعاً أمام أول أزمة اقتصادية أو سياسية تتعرض لها المدينة.
وكان الامتداد الأول للقاهرة الفاطمية خارج أسوارها الشمالية والجنوبية التي شيدها القائد جوهر،
وقد تم هذا الامتداد بصورة واضحة مع بداية القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي عندما اختطت حارة كبيرة خارج باب الفتوح عرفت بالحارة الحسينية، نسبة إلى قائد القواد الحسين بن جوهر، كما أتم الخليفة الحاكم بناء الجامع الأنور الذي بدأه والده خارج السور الشمالي أيضاً في سنة 404هـ/ 1013 م. وتكررت هذه الظاهرة خارج السور الجنوبي حيث اختطت عدة حارات للسودان وللمصامدة ولليانسية وللهلالية وللمنجيبة، كما بنى الخليفة الحاكم الباب الجديد، في تاريخ لم تحدده المصادر، خارج باب زويلة ليحدد لطوائف الجيش المختلفة الحد الأقصى من أراضي الأطراف الممنوحة لهم.
وقد وضعت الأزمة الاقتصادية الطاحنة والفوضى السياسية، التي اجتاحت مصر في أواسط القرن الخامس الهجري، حداً لهذا الامتداد الأول للقاهرة، وظهر تأثير هذه الأزمة بوضوح على الأخص في الفسطاط حيث أصابت بقسوة الأحياء العباسية والطولونية القديمة الواقعة شمال الفسطاط “العسكر والقطائع” ودُمّر عدد كبير من منازل هذه المناطق خلال هذه الاضطرابات.
وكانت هذه الأزمة بالإضافة إلى الفوضى الإدارية والسياسية التي تردّت فيها البلاد والصراع الدامي بين طائفتي الأتراك والسودان، هي السبب الذي حدا بالخليفة المستنصر بالله، المغلوب على أمره، إلى الاستنجاد بوالي عكا أمير الجيوش بدر الجمالي، ليعيد النظام والاستقرار إلى البلاد
Subscribe
Login
0 Comments