يحظر على الشركات اليابانية على حد سواء بسبب القيود الاجتماعية والقانونية التي تجعل من الصعب جدا اقالة الموظفين خاصة الدائمين من العمل. تاريخيا، في سبعينات القرن الماضي ظهرت كلمة ا madogiwazoku – والتي تعني حرفيا “الجالسون بجوار النافذة”. حيث كان يتم وضع الموظفين الذين لم تعد هناك حاجة لخدماتهم داخل الشركة لكن في نفس الوقت لا تستطيع الشركة اقالتهم ليجلسوا بجانب النافذة فيحدقوا من النافذة لحين انتهاء ساعات العمل مع عدم اسناد مهام هامة لهم حتي يقوم الموظف بتقديم استقالته من نفسه فلا تغرم الشركة أية تعويضات أو غيره للتخلص منهم.
في السنوات الأخيرة تحولت العديد من الشركات اليابانية إلى طريقة أخرى، و هي oidashibeya، والتي تعني حرفيا غرفة النفي أو غرفة الطرد ! وهي عبارة عن غرف يقوم فيها الموظفون بمهام ليست لها أي فائدة ومملة جداً لإجبارهم على تقديم الاستقالة الطوعية مع اسناد مهام مملة لهم وهي في الغالب غرفة بدون نوافذ. وفي كثير من الحالات يتم أخذ بطاقات العمل الخاصة بهم. بالتأكيد مثل هذه المهمات المملة والصعبة جداً ستجعل الموظف يقدم استقالته طوعاً وبالتالي لن تدفع الشركة أية تعويضات مالية ضخمة ناتجة عن تسريح الموظفين وهناك شركات يابانية شهيرة لجأت الى هذه السياسة مثل باناسونيك، سوني وتوشيبا.
وفي غالبية الحالات تنجح تلك الطريقة في اجبار الموظف على تقديم استقالته مرغما وهربا من هذا الواقع المفروض عليه وكذلك الخجل والحرج الذي يشعر به تجاه زملاء العمل. وقد كانت الكلمة من الكلمات الشهيرة عام 2013.
إدارة آبي تحاول حاليا التقدم بمقترحات من شأنها أن تجعل من السهل على الشركات التخلص من الموظفين مما يبطل استخدام الشركات لغرفة النفي. ولكن حتى يحدث ذلك، سيكون هناك العديد من اليابانيين يكدحون بعيدا في وظائف تم تصميمها خصيصا لإجبارهم على الخروج من الشركة.